البداية والنشأة (1384 هـ)

بعد أن أتم الله نعمته على المملكة العربية السعودية واستقرت ركائز الدولة بفضل كفاح مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي بذل جهداً عظيماً في توحيد البلاد، ومن ثم تحقيق تطلعاتها الكبرى، اتجهت الدولة نحو تحقيق هدفين أساسيين هما: بناء المجتمع القوي المتحد عبر التنمية الاجتماعية و بناء الاقتصاد الوطني القوي عبر التنمية الاقتصادية. وقد أدركت الدولة منذ بدايات تأسيسها أن هذين الهدفين لا ينفصلان عن بعضهما البعض، بل يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بحيث تؤثر كل واحدة فيهما وتتأثر بها. منذ اللحظات الأولى لتوحيد البلاد، فهمت القيادة السعودية أن الإنسان هو محور التنمية، فهو الوسيلة والغاية في الوقت ذاته. كان الهدف الأسمى هو الاهتمام بالإنسان السعودي، لأنه اللبنة الأساسية في تكوين الأسرة، والتي تشكل بدورها نواة المجتمع. لذلك، بدأت الدولة في توفير كافة السبل والموارد لتنشئة المواطن السعودي نشأة صالحة تتيح له الاضطلاع بدوره الفاعل في بناء مجتمع متكامل، مترابط، ومثقف. من هذا المنطلق بدأ التعليم ينتشر في أنحاء المملكة على أساس متين من الدين والخلق الحسن، لا تبهره النماذج المستعارة، ولا يغفل عن الانتفاع بما هو مفيد من تجارب الآخرين. إن المملكة أدركت منذ بداية وحدتها أن بناء المواطن الصالح يتطلب الاهتمام بمحيطه الاجتماعي والثقافي، ما يعزز من استقراره الداخلي ويسهم في تقدم وطنه. في عالم اليوم، حيث يشهد العالم تحولات ثقافية وسياسية متسارعة، فإن الحضارة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على توازنها في ظل المتغيرات العالمية. لهذا، كان من الضروري على الدولة السعودية أن تعزز من موقعها الحضاري والثقافي وأن تعيد إحياء أمجادها لتقوم بدورها العالمي. في هذا السياق، لم يعد المواطن السعودي مجرد مواطن محلي، بل أصبح فرداً ذا دور عالمي، يتحمل مسؤولية كونه داعية لحضارة إسلامية تساهم في إثراء العالم. في المجال الاقتصادي، شهد حينها الاقتصاد السعودي تحولات كبيرة منذ تأسيسه. فقد تم البناء على أساس محاورة طبيعة بكر واستخدام العلم والتقنية الحديثة في استثمار مواردها. وفي ظل التوسع في حركة التجارة والتصنيع، أضحت الحاجة ماسة إلى مشاركة المرأة في هذا النمو الاقتصادي. ومن هنا، كان من الضروري أن يتم تعليم المرأة وتربيتها في إطار ضوابط العقيدة الإسلامية، بحيث تصبح شريكاً فعالاً في التنمية الاقتصادية، مع الحفاظ على قيم الدين الحنيف. وازداد حماس المواطنين للفكرة الباهرة وتقدموا للإعلان عن رغبتهم في التبرع لمشروع إنشاء الجامعة، وفي 15 /3/1384هـ تم اقتراح تسمية الجامعة الأهلية الجديدة (جامعة الملك عبدالعزيز). وهذا يدل على الالتزام المجتمعي الكبير ورغبة المواطنين في المشاركة الفعالة في بناء المؤسسات التعليمية الوطنية التي تعكس تطلعاتهم المستقبلية.

صورة الحياة الجامعية

ابحث في جامعة الملك عبدالعزيز