تواجه البشرية العديد من التحديات البيئية الناجمة عن التلوث بمختلف أنواعه التي تشمل تلوث الهواء والماء وسواحل البحار والتربة وغيرها ما يهدد صحة الإنسان وبقاؤه بصفة خاصة، والكائنات الحية بصفة عامة.
وفي عصر تحاصره مثل هذه التحديات، وبعد أن وصل التدهور البيئي إلى مستويات تستلزم التدخل السريع، والمشاركة في تقديم الحلول المناسبة، لم يعد الإصلاح البيئي مقتصرًا على الجهات الحكومية فقط، بل أصبح مسؤولية عامة تشمل الأفراد والجامعات كلاً بحسب إمكانياته، وبحسب موقعه. ومع تزايد هذه التحديات يبرز دور الجامعة كعامل أساس مشارك لكافة القطاعات الحكومية، وغير الحكومية في تحقيق الهدف المنشود، وهو رعاية البيئة بما يضمن استدامتها للجيل الحالي والأجيال القادمة بعون الله تعالى.
وتفاعلاً مع ذلك، وإيمانًا برؤية ورسالة جامعة الملك عبدالعزيز الثقافية والعلمية والبحثية والمجتمعية، فقد قامت بتركيز الكثير من جهودها على البيئة، وذلك على مستوى الكليات والمراكز البحثية، والإدارات والجمعيات، والفرق البحثية والتي ساهمت ولا زالت تساهم في وضع حلول للعديد من المعضلات البيئية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وبدعم سخي مشكور من وزارة التعليم العالي حازت جامعة المؤسس على شرف الحصول على تمويل لإنشاء مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية، و الذي يعنى بدراسة القضايا البيئية الملحة، والمساهمة في اقتراح الحلول الملائمة لها، كما يساهم بصورة مباشرة في اكتساب المعارف، ونقل الخبرات عن طريق الأبحاث العلمية المميزة وذلك من خلال الاتصال بالفرق البحثية على كافة المستويات.
إن رسالة ورؤية وأهداف مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية تسعى في المقام الأول إلى تحقيق متطلبات التنمية في أرض الخير والعطاء، بحيث يتم القيام بالأبحاث والمشاريع التي تخدم قطاعات المجتمع المختلفة لاسيما القطاع الصناعي والذي يعتبر ركيزة أساسية و شريك مهمًا لهذا المركز.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في كل الجهود المبذولة لإنجاح هذا المركز، وأن ينفع به مجتمعنا خاصة، ومجتمعات العالم عامة، وأن يكون إضافة جديدة من إضافات جامعة الملك عبد العزيز لرعاية البيئة واستدامتها، ونسأله تعالى أن يوفقنا جميعًا لخدمة جامعتنا الحبيبة و وطننا الغالي.
مدير مركز التميز في الدراسات البيئية
أ.د إقبال بن محمد إبراهيم إسماعيل
|